البحر الأحمر.. كنوز نادرة لا تخلو من شراسة

من طرف uouo السبت يونيو 09, 2012 9:26 am

البحر الأحمر.. كنوز نادرة لا تخلو من شراسة

القرش الأبيض يفضل لحم السيدات عن الرجال
جدة: أمل قبضايا
يزخر البحر بعالم من العجائب والكنوز النادرة وفي أعماقه سر دفين، يجذب البشر وفقا لأذواقهم وأهوائهم، ابتداء من نظرة الصفاء إلى الغنى من شعابه، وهوى البحر الحقيقي يكمن في الأعماق، لا يلمسه سوى من غاص منقِّبا.

ويحتوي البحر الأحمر على عدد كبير من الأسماك والأحياء الملونة والتي تزيد ألوانها على 60 لونا. أما أسماك القرش فيصل عداد أنواعها إلى 360 نوعا، منها أنواع لم تنقرض منذ 350 مليون عام.

وعجائب البحر الأحمر كثيرة تستطيع أن تتعرف عليها من خلال الغوص في بحر هذا التحقيق لترى الإعجاز. البحر الأحمر اسم، أما المسمى، فشيء آخر تماما إننا أمام مسطح مائي طوله 1900 كيلومتر وعمقه يتراوح ما بين ألف وألفين من الأمتار وعرضه كيلومتران في أضيق حالاته عند خليج السويس إلى أن يصل اتساع العرض إلى 140 كيلومترا في الجنوب الأقصى، وكانت بدايات الغوص في منطقة العين السخنة، فقد عثر في هذه المنطقة على حلي من آثار العائلة السادسة الفرعونية مصنوعة من اللآلئ المنقوشة، والتي لا يمكن اصطيادها من الماء إلا باستخدام الغواصين كما عثر أيضا على حفريات تضمنت حليا مصنوعة من المرجان الأحمر، والذي يوجد على بعد 30 مترا وفي عهد كليوباترا. وعلى جدران معبد الدير البحري في وادي الملوك نرى صورة غواص يستخدم قربة هوائية يغوص أسفل القارب الملكي الذي يضم كليوباترا ومحبوبها مارك أنطونيو، وتتحدث القصة الموجودة علي الجدران عن اضطرار القائد الروماني أنطونيو للاشتراك في مسابقة الغوص تحت إلحاح كليوباترا.

ومن أهم المؤلفات الحديثة عن البحر الأحمر، كتب الدكتور حسن ضرار، وهي تحتوي على أماكن الغطس والشعب المرجانية وتجمعات الأسماك وطريق الوصول إليها برا وبحرا. ويقول الدكتور ضرار، وهو من عشاق البحر الأحمر، يعتبر البحر الأحمر من أغنى المياه في العالم بالأسماك المتعددة والأنواع والأشكال والألوان.

ويضيف الدكتور ضرار عن الفارق بين الأسماك الملونة والأسماك التي نأكلها وكيف يفرق الصياد بين النوعين عند النزول للصيد أن السمكة الملونة لا يمكن أن يصطادها صياد، وإنها لا تذهب إلي الشبكة ولا إلى سنارته ولا تأكل طعما، مهما كان مغرياً لأنها تأكل غذاءها من الشِّعب في قاع البحر ومن أماكن اختبائها، وهذا ضمن إعجاز الله حيث لا تفسير لذلك حتى الآن.

كما أن الأسماك نوعان في البحر؛ النوع الأول وهو الأسماك المهاجرة وهي تأتي أسرابا في مواسم، وتغادر ولا تترك أحدا من أفرادها والنوع الثاني هم الأسماك المستوطنة، وهي تحيا على الشعب المرجانية، ولها أماكنها ومواقعها التي لا تغادرها وأحيانا لا يوجد من هذه النوعيات سوى زوج أو اثنين. ويضيف الدكتور ضرار إلى أن هناك توازنا إلهيا دقيقا بين أعداد الأسماك وأنواعها وبين الشعب والأسماك، وهي علاقة غاية في الحساسية والدقة حتى لا يختل التوازن الطبيعي بين كل شيء تحت سطح الماء فالسمك يحيا على الشعب والعكس صحيح. هذا فيما أجمع كل الغواصين ومصوري أعماق البحار على خوف القرش من الإنسان باعتباره كائنا غريبا عليه يقترب من حجمه أحيانا، ولكن هذا لا يعني أن القرش مسالم إنه يعطي الإنذار للإنسان مرة ومرتين وثلاثا باللف والدوران حوله ثم يأتي الخطر الداهم كما نراه في الأفلام. وللقرش أنواع كثيرة؛ من أهمها الشارك، وهو ذلك الوحش البحري الذي يقدر حجمه بـ20 مترا وقرش الباسنج وطوله 15 مترا كما يوجد أيضا القرش الأبيض وهو (آكل الإنسان) وطوله 10 أمتار، ويقال عنه إنه يعشق لحم البشر وخاصة السيدات.

أما عن عمر سمك القرش ككائن بحري فيعود إلى 350 مليون سنة ولم يتغير تكوينه وشكله حتى الآن.

وفي البحر الحمر، توجد أغرب الأسماك وأعجبها، وأكسل سمكة به هي ما يسمى «صن فش»، وأخذت اسمها من شكلها لاستدارتها مثل قرص الشمس. ومن جمال البحر الأحمر مياهه الدافئة ما بين 18 و25 درجة طوال العام التي تشجع كثيرا من محبي رياضة الغوص، وخاصة في بداية العام الجديد لقدوم أسراب من الأسماك المهاجرة إلى البحر الأحمر مما يشجع السياحة الترويحية التي يقبل عليها الشباب السعودي هواية وحبا للمغامرة.