البنك الدولي: ٢٥% من الأراضي الزراعية في مصر تعاني مشكلة ملوحة التربة

هشام يس ٤/ ١١/ ٢٠٠٨


حذر البنك الدولي من انخفاض المحاصيل الزراعية ودخول العاملين في قطاع الزراعة، بسبب زيادة نسبة ملوحة التربة الزراعية في مصر.

واعتبر تقرير صادر عن البنك الدولي، أمس، محافظة سوهاج من أفقر المناطق في مصر، وذكر التقرير أن المحافظة تشهد واحداً من أعلي معدلات الكثافة السكانية علي وجه الأرض.

وقال تقرير «تطوير اقتصاد ريفي قابل للاستمرار»، الصادر عن البنك مساء أمس الأول، إنه نظراً «لأن أقل من ٥% من مساحة مصر صالحة لسكني البشر، فإن كل سكان مصر تقريباً وعددهم ٧٢ مليون نسمة يعيشون علي امتداد سواحل البحر المتوسط ونهر النيل».

ولفت إلي أن هذه الظروف المعيشية المزدحمة، بما في ذلك القاهرة التي تعد من أكبر مدن العالم كثافة سكانية، سوف تتفاقم، متوقعاً أن يتضاعف عدد السكان بحلول سنة ٢٠٥٠.

وأضاف أنه علي الرغم من أن الزراعة تدر نحو ١٤% فقط من إيرادات مصر، فإنها تستوعب ٣٢% من القوي العاملة.

وأوضح أنه بالنسبة لملايين المزارعين المصريين، خاصة من يعيشون في دلتا النيل، فإن المحاصيل والدخول تتناقص بشدة مع ازدياد ملوحة التربة.

وأشار إلي أنه من بين كل الأراضي الزراعية في مصر والبالغة مساحتها نحو ٨.٧ مليون فدان «٣.٣ مليون هكتار»، فإن أكثر من ٢٥% منها بدأت تعاني مشكلة ملوحة التربة.

وفي الأراضي المزروعة في شمال منطقة الدلتا وشرقها، فإن أكثر من ٦٠% تتأثر بالملوحة. وعن محافظة سوهاج قدر نسبة الأمية فيها بحوالي ٧٠% من السكان البالغين وحوالي ٨٤% من النساء.

ولفت التقرير إلي تعاون البنك الدولي مع مصر لتنفيذ مشروع الخدمات الزراعية في منطقة شرق الدلتا، مشيراً إلي أن المشروع يوفر خدمات المساندة لتسهيل توطين نحو ٢٩ ألف أسرة من أسر المزارعين المنخفضة الدخل في حوالي ١٣٠ ألف فدان من الأراضي المستصلحة في شرق الدلتا، ويساعد علي زيادة الإنتاج الزراعي.

وأوضح أن المساحة الكلية للمشروع تقع في شرق الدلتا بين قناة السويس وبحيرة المنزلة. وتشمل حوالي ٢٠٠ ألف فدان «٨٥ ألف هكتار» في محافظات بورسعيد والإسماعيلية والشرقية والدقهلية.

وذكر التقرير أن التحليلات تشير إلي أن التربة في هذه الأراضي ليست ملوثة إلي درجة يتعذر إصلاحها. مضيفاً أنه عندما يكتمل استصلاح هذه الأراضي فإنها ستكون قادرة علي إنتاج غلة محاصيل مماثلة لتلك التي تنتج في الدلتا، في حال حصولها علي الحصة والنوعية نفسها من المياه.

وأضاف أن أنشطة المشروع تشمل توفير الخدمات الزراعية، ومن بينها الإرشاد الزراعي، والبحوث التطبيقية، وتنمية المجتمع المحلي، والبنية التحتية للمزارع بما في ذلك الري بالمياه المستعملة للمستوي الثالث والمصارف الفرعية، وإمدادات مياه الشرب.

http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=185147